الرئيس محمد مرسي والتحديات المنتظرة
د.عصام شاور
أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز الدكتور
محمد مرسي بمنصب رئاسة الجمهورية وسقوط مرشح الفلول احمد شفيق، وبذلك تكون
مصر قد دخلت انعطافة ثانية بعد انعطافة 25 يناير، وتكون جماعة الإخوان
المسلمين اقتحمت دائرة جديدة من دوائر الكفاح وهي دائرة الحكم وتحمل
مسؤولية شعب مصر والشعوب العربية المستضعفة وبشكل خاص الشعب الفلسطيني
وقضيته.
فوز مرشح الثورة وجماعة الإخوان بالرئاسة ما هو إلا بداية للتطبيق
العملي بعد عشرات السنوات من الإعداد والاستعداد لمثل هذه اللحظة
التاريخية، والحمل لا شك ثقيل وثقيل جدا، فالمجتمع الدولي لم ينضج بما يكفي
لتقبل كل ما تفرزه الديمقراطية في الوطن العربي، ولم يتهيأ كذلك لسياسة
الندية في التعامل مع قادة البلاد العربية كبديل عن سياسة الاستعلاء التي
مارسها مع الأنظمة العربية _الآفلة والمرشحة للأفول_ لعقود طويلة...
ولذلك فإن ضغوط المجتمع الدولي هي أول التحديات التي سيواجهها الرئيس
محمد مرسي، وكذلك فإن "الدولة العميقة" و"اللهو الخفي" هي ثاني التحديات
وأخطرها لأن الأسابيع الأخيرة أثبتت بأن الجحور ما زالت ممتلئة بالقوارض
التي تهدد بإغراق السفينة، فالثورة المصرية لم تتخلص سوى من رأس النظام
السابق، أما التحدي الأخير فهو إصلاح ما أفسدته الدكتاتوريات على مدى عقود
من الزمان،فشعب مصر عاش ردحا من الزمان في جحيم الظلم والفقر وإرهاب أمن
الدولة ولا بد أن ينال كافة حقوقه الإنسانية بعد أن حرر نفسه بنفسه و قدم
التضحيات الجسام من شهداء وجرحى، فمصر تستحق كل الخير، وعلى الرئيس أن يبر
بقسمه ويفي بتعهداته التي قطعها على نفسه وأن يكون خادما أمينا للشعب الذي
منحه الثقة وأوصله إلى سدة الحكم.
في النهاية لا يسعنا إلا أن نتوجه إلى الشعب المصري العظيم بالتهاني
القلبية الصادقة على الانجاز الذي حققته الثورة المصرية بفوز مرشحها
الدكتور محمد مرسي بمنصب رئاسة الجمهورية، ونسأل الله عز وجل أن يحمي
الثورة ويحمي الشعب المصري من المكائد التي تنتظرهم، وأن يحقق لهم نهضتهم
في ظل حكم مدني قائم على الشريعة الإسلامية الغراء تتشاركه كل قوى الثورة
المخلصة.